يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" يوم الأحد المقبل زيارة لمملكة البحرين الشقيقة تستمر يومين.
ويجري خلالها مباحثات مع أخيه الملك حمد بن عيسي بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين تتناول توطيد أواصر الأخوة والتعاون بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين ومواقفهما الثاقبة إزاء مختلف القضايا الخليجية والعربية والدولية ممثلة في دعم المسيرة التكاملية لمجلس التعاون لدول الخليج العربي وتعزيز التضامن العربي والإسلامي، وما يمثلانه من نموذجين رائدين في مجالات الإصلاح والتحديث.
رحب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين، بالزيارة الكريمة التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى البحرين يوم غد الأحد، ووصف سموه هذه الزيارة بأنها ذات مضامين كبيرة تستجيب لتطلعات البلدين في صهر التعاون بينهما استنادا إلى الارتباط الوثيق والمحبة التي تربطهما.
وقال سموه "إن هذه الزيارة التاريخية سترسم معنى صلبا وجديدا في علاقات البلدين الشقيقين تكريساً للنهج الذي أرسى قواعده الآباء والأجداد"، مؤكدا سموه أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمملكة البحرين تشكل فصلا جديدا في استكمال الصرح المتكامل من العلاقات المميزة بين البلدين.
وشدد سموه في تصريح خصّ به "الرياض" على أن البحرين تنظر باعتزاز وتقدير بالغين لهذه الزيارة، وتستذكر بكل التقدير زيارات القادة السعوديين للبحرين، وما تمثله هذه الزيارات من تميز في علاقات البلدين، وأن زيارة خادم الحرمين الشريفين تمثل تواصلاً لهذه العلاقات بفضل الجهود المخلصة وحكمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وأخيه خادم الحرمين الشريفين، وتوجيهاتهما السديدة التي ساهمت في إرساء هذا الصرح المتكامل من العلاقات.
وقال سموه "إن خادم الحرمين الشريفين سيحل ضيفاً عزيزاً وكريماً على مملكة البحرين، وهي أمنية طالما انتظرها أهل البحرين، واستبشروا بمقدمه الكريم بين أهله وعشيرته، حيث إن هذه الزيارة تشكل علامة هامة وبارزة في العلاقات البحرينية السعودية".
وأكد سموه "أن علاقات البلدين وهج خالد توارثناه كابرا عن كابر، وأن هذه الزيارة سوف تُعلي من هذا الشأن، وتبعث في النفس أمجاد المحبة التي لم تخبو يوما بين البلدين".
وقال "إن مملكة البحرين وجدت كل الخير والدعم من شقيقتها المملكة العربية السعودية، وإسهامها المتدفق في عمليات التطوير والتحديث وبرامج التنمية بشكل عام، فالشقيقة السعودية كانت ولا تزال سندا وعونا قويا للبحرين في دعم مشاريعها المختلفة".
وشدد سموه على أن مملكة البحرين تقدر عاليا مساهمات المملكة العربية السعودية الفاعلة ودعمها السخي لمشاريع البناء والتنمية في مملكة البحرين، وحرص القيادة السعودية على دعم البحرين المادي والمعنوي في مختلف المجالات.
وأضاف سموه "إن علاقات البلدين لم تعد محصورة بشكلها التقليدي الذي تتسم به العلاقات البينية بين البلدان المختلفة، وإنما تجاوزتها إلى آفاق متقدمة تكشف عن علاقة غير مسبوقة في مشهد العلاقات بين البلدين".
وأكد سموه أن خصوصية العلاقات البحرينية السعودية، وارتكازها على ثوابت تاريخية طويلة تعطيها ميزة فريدة تتمثل في ذلك المخزون الكبير من التقارب والتنسيق الذي تجاوز العلاقات المعتادة، وتخطاها لحالة فريدة من التكامل الشامل في كافة المجالات.
ووصف سموه العلاقات البحرينية السعودية بأنها خصبة في عطائها طيبة في لقاءاتها، وان هذه العلاقات تشهد تطوراً مستمراً على كل المستويات وفقاً للثوابت والرؤى المشتركة والمحبة والأخوة التي تظلل هذه العلاقات.
ونوه سموه بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المساندة والداعمة لمملكة البحرين، مؤكدا سموه أن مملكة البحرين لا تنسى لجلالته مواقفه الخيرة العديدة والمتواصلة، وحرصه الدائم على توثيق وتوطيد العلاقة التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، حتى بات الشعور المعمق لدى الجميع بأنهما بلد واحد.
وقال سموه "إن زيارة الملك عبدالله الى وطنه البحرين هي تجسيد حقيقي للتعاون البناء والتنسيق والتشاور المستمر لما فيه الخير الوفير للبلدين ولصالح الأمة العربية والإسلامية على السواء".
وشدد سموه على أن تلك العلاقات ستظل نموذجاً يحتذى في العلاقات بين الدول، بفضل التواصل البناء والمحبة الخالصة بين قيادتي وشعبي البلدين، وفي ظل الحرص المشترك على تعزيز آفاق ومجالات التعاون المشترك والذي يعود بالخير والنماء على الشعبين الشقيقين.
وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس وزراء البحرين، بمواقف خادم الحرمين الشريفين وسياساته الحكيمة في التعامل مع القضايا العربية والإقليمية والدولية، وما يتمتع به من مكانة كبيرة ومتميزة، والاحترام والتقدير على الصعيد العالمي، وحرص الكثير من قادة العالم على الاستنارة بآرائه ورؤاه لمختلف القضايا والعلاقات الدولية.
كما أشاد سموه بالدور الرائد والمشهود لخادم الحرمين الشريفين في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، ودعم التضامن العربي، ومناصرة القضايا الإسلامية، والدفاع بشجاعة عن الحق والعدل في كافة المحافل الدولية.
وأكد سموه أن المملكة العربية السعودية تتمتع بمكانة دينية وثقل سياسي واقتصادي بما يجعلها سنداً قوياً ودرعاً واقياً لأشقائها، وسداً منيعاً للدفاع عن المصالح العربية والإسلامية.
وأشار سموه إلى أن ما تبذله المملكة العربية السعودية من جهد كبير في الذود عن الإسلام والمسلمين، ورعاية المقدسات الإسلامية، وقال إنها أمور موضع تقدير من الجميع، فالسعودية على الدوام هي الحصن المدافع عن الإسلام والمسلمين في كل مكان.
وأشاد سموه بمبادرات خادم الحرمين الشريفين في دعم القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وسعيه إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وجهوده لتوفير كل ما من شأنه ترسيخ أسباب الأمن والاطمئنان التي تضمن للشعوب حياة ومستقبلا أفضل.